كنيسة القرار السياسي
ها قد
مر أكثر من عامين منذ أطلقت الصرخة , ومنذ قرابة العامين وأنا أحاول
الوصول إلى البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية لكن
من دون جدوى , فمنذ زيارته الأولى للعراق عام 2006 وأنا أحاول وبكل
الطرق الوصول إليه والمثول أمامه كي أضع على طاولته ملف الفساد التي
باتت ترزح تحت ثقله كنيستنا ( كهنة وشعبا ) , هذا الملف الذي أصبح
يؤرق مضجع كثير من كهنتنا إن كانوا من أساقفة أو قساوسة أو حتى من
العاملين ضمن إطار الكنيسة لما يتناوله هذا الملف من سيرة فساد أخلاقي
وإداري لا يليق بأخلاقيات الكنيسة المقدسة بل ولا يليق حتى بأخلاقيات
الشارع إن صح التعبير, والأسوأ من هذا أو ذاك كله فهو يتحدث عن
فسادهم السياسي وكيف ارتضوا بان يكونوا مصيدة قذرة لإتمام لعبة رسمها
لهم الغرباء عن ديننا وقوميتنا للحصول على ارض أبائنا وأجدادنا والتي
نسكنها منذ الألف السنين فنحول من شعب حكم الأرض حكمة وقوة وزرعها
علما وفكرا أغنى الموروث الحضاري والإنساني في الأرض من أقصى شرقها حتى
أقصى غربها إلى مجرد ظلال بشر مسيرين توابع ضعفاء نسير خلف كل من يرمي
لنا بورق اخضر فيهبنا ارخص الأمور مقابل ما لا يقدر بثمن فنعيش ضيوفا
ليس إلا في أرضنا وكأننا حمل ثقيل تحاول جميع الأطراف رمينا احدها
على الآخر فنكون سلاح بوجه بعضها إن تخاصمت , ونرفع كشعارات براقة
لامعة أمام بعضها البعض عندما يتحدثون عن الديمقراطية والحرية وحقوق ما
يسمونهم بالأقليات معتبرين قضايانا أول الأمور وأهونها التي يمكن
الاستغناء عنها إذ ما أحسوا أن مصالحهم تتعرض لأي خطر كان صغيرا أم
كبيرا , و حقوقنا هي بالتأكيد من آخر الأمور التي يمكن أن يفكروا بها
في حال التنفيذ أو المطالبة بها وما حدث من إلغاء المادة 50 من قانون
مجالس المحافظات لهو اكبر برهان على ذلك وهو دليل قاطع على النوايا
الحقيقة لجميع الأطراف السياسية سواء كان الطرف الكردي أو بعض الأطراف
العربية .
نعم
هذا ما أردت الحديث والتنويه عنه ليصل لأعلى المستويات السياسية
والدينية وهذا هو بالتحديد ما لا يريد الكثير من رجال ديننا الأفاضل
بان يسمعوه والذي يحاولون وبكل جهودهم وأموال أسيادهم التملص منه
وإبعاده بعيدا عن أعين أبناء العراق وأسياد الأرض مستخدمين كل ما لهم
من سلطان وأموال لسرق عقول البسطاء والمحتاجين من أبناء امتنا وإذلالهم
بلقمة العيش التي يقدموها لهم ليستمعوا إليهم خانعين خاضعين تجبرهم
الحياة الصعبة والوضع ألامني المتردي فيستفيد ويربح الكبار من خوف
وحاجة الصغار .
نعم
عامان وأنا أحاول الوصول إلى قداسته وهو وحاشيته التي حوله يصنعون
لأذانهم بأموال الغريب أذن من طين وأخرى من عجين ويستبدلون عيون
ضمائرهم بأخرى من زجاج لا ترى إلا ما يراد مموليهم أن يرون فينبهرون
بقشور بالية مبنية على ضمائر وأرواح وكرامة الكثير من أبناء شعبنا
الذين سقطت ضمائرهم أمام هول الأموال فتداعت كراماتهم أمام ضعف الأحوال
فاختاروا الأموال على الإيمان الحقيقي وفضلوا التبعية والذل على
الحرية والاستقلال متبعين بذلك كبار كنيستنا الذين اخذوا على عاتقهم
المناداة والترويج لخطط ممولهم الغريب عوض أن يلتفتوا لهذا الشعب
الجريح ليخدعونا بالتقوقع ضمن خرائط وحدود مستحدثة تخدم الخرائط
المستقبلية لأسيادهم الغرباء فتصغرنا ألف مرة وتكبرهم ألف ألف مرة .
نعم
عامان وأنا أحاول جاهدا تقديم الفرصة الذهبية لكنيستنا كي تحارب الفساد
ففتحت لها ألف باب وباب وسلط الضوء على بؤر العفن والوجع الحقيقي الذي
أصاب جسد كنيستنا وامتنا معا فعوض أن يتخذوا إجراءات صارمة حاسمة ضد
الشيطان الذي لبس كنائسنا ليداوون إيماننا الجريح وكنائسنا التي أصبحت
بالظاهر كنيسة وبالباطن مقر لأحزاب سياسية اختاروا أن يقفوا مهللين
للفاسدين متغاضين عن كل ما أحدثوه من خراب في نفوس وأرواح أبناء امتنا
, فكنائسنا هي بأمس الحاجة لإيمانها الذي أضعتموه انتم أولا لكنكم
ترفضون لعب دوركم الذي وجدتم من اجله بل اخترتم أن تلعبوا لمصلحة
الغريب الذي اشتراكم بأمواله فما عدتم تهتمون بحاجة الكنيسة إلى
الأيمان الحقيقي . ها إنكم تديرون ظهوركم لشعبنا الجائع لحقوقه
كعراقيين أصلاء أبناء التاريخ وأسياد الأرض وانتم لم تطعموه ما هو
جائعا إليه بل حشرتم في فمه أموال من استخدمكم أقلاما رخيصة لكتابة
تاريخه ومداسا في سلم ارتقائه للمجد , جاعلين من شعبكم عبدا تابعا
يقتاد بفتاة موائد الكبار. هاهم أبنائكم اليوم يطلبون منكم خبزا
فتعطونهم حجرا وطلبوا منكم سمكا فأعطيتموهم أفاعي تخنقهم , فيا من
تدعون بأنكم خدامي الكنيسة والرعية انتم اليوم تبحثون عن من يخدم ويحمي
لكم كراسيكم حتى إن كلفكم ذلك أن تعطوه كل من تدعون بأنكم تخدمونهم
لقد
زار باطريركنا العراق قبل عامين فكانت زيارته دعاية للترويج عن أموال
الغرباء وعن خططهم فابعدوا عنه كل من يحاول الوصول إليه ويخبره بحقيقة
الأمور واضعين إياه خلف ألف حاجز وبين مئة عقدة لتحول بينه وبين كل
صاحب صوت صادق يريد لقائه كي لا يسمع قداسته ما يعكر صفو زيارته من
أصوات أنين الجائعين للحق والعطاشى للتحرر من القهر والتبعية , وكي لا
يرى بأم عينه غصة وآلم وقهر وحزن شعبنا لما آلت إليه كنيستنا من حال
تملق وزيف ونفاق وضحك على الذقون , فما أشبه اليوم بالبارحة فها هو
ألان في زيارة لشمال العراق ليكمل حملته الدعائية لممولي الأموال التي
بدأها قبل عامين فنادى بحكم ذاتي من مطار اربيل وكأن اربيل هي عاصمة
العراق أو كأن حقوقنا إما أن تمر من اربيل كي نحصل عليها أو لا حقوق
لدينا لنطالب بها في هذا العراق الديمقراطي ألتعددي الفدرالي . وكما
حرم البعض في السابق من الدخول والمثول أمامه أو طرد البعض الآخر من
الباب الرئيسي مثلما حدث لي ها هم الآن يكررون نفس السيناريو ويقرؤون
نفس الكلمات وما كان هناك ما يمنعهم من إعادة نفس المشهد في حال لو
ذهبت للقائه مع احتمال إنهم ربما سيشددون من وتيرة العنف هذه المرة فقد
حاولت هذه المرة الوصول إليه وبصورة رسمية وأصولية فأرسلت برسالة إلى
مار ميلس أسقف استراليا على العنوان التالي (
mmzaia@ao1.com
) في رسالة قصيرة (
نص الرسالة
) وكانت هذه الرسالة بتاريخ (21/ 10 / 2008 ) حيث أرسلتها
له ظهرا وهو نفس اليوم الذي أبلغت بتهديد من قبل احد أعضاء الحزب
الديمقراطي الكردستاني المدفوع من قبل احد كبار كنيستنا فبعد التهديد
هممت بإرسال رسالة ثانية ل مار ميلس لأخبره بهذا التهديد وعندما أرسلت
له تفاجأت من عدم إمكاني إرسالها لاكتشف أن مار ميلس قد وضع منع على
عنواني كي لا استطيع الاتصال به مرة أخرى ما يعني هذا انه هناك عمل
تآمري مشترك بين أطراف مختلفة من كنيستنا وبعض الأحزاب السياسية ذات
السلطة والسيادة في المنطقة قد تصل لأعلى المستويات ولم أشأ التحدث
بهذا الأمر في مواضيعي السابقة لأملي إنهم قد يغيرون رأيهم ويسمحون لي
بلقاء مار دنخا لأنني بعد هذا ولعدة أيام حاولت الاتصال كي اخذ موعد
للقائه لكن مع وجود جهاز استخباراتي وحماية مدفوعة الثمن من قبل الغريب
كان الوصول إليه من الأمور المستحيلة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى
فأنني واثق ومتأكد انه هو نفسه لم يكن لديه رغبة بلقائي لأسباب سياسية
تفوق مقدرته على الخوض فيها ووضع حد لها لسبب بسيط أتمنى أن يعيه
ويعلمه جميع أبناء امتنا الآشورية بصورة عامة وأبناء كنيسة المشرق
الآشورية بصورة خاصة وهو أن كنيستنا مسيرة بقرار سياسي يخرج من مقرات
الأحزاب السياسية الغريبة عن قوميتنا وديننا فلا يستطيع قادة كنائسنا
محاسبة ابسط رجل دين ارتبط سياسيا بتلك الأحزاب حتى إن كان ضمن سهل
نينوى , فكيف يأتي مار دنخا ويحاسب كاهن روج لأموال الغرباء؟ أو كيف
يتخذ إجراء ضد من حول قداسنا إلى منبرا للدعاية عن تبعيتنا للغريب ؟
فكيف يسمحوا له بان يُقصي أعظم أدوات الغرباء في جمع أصوات شعبنا
ووضعها في سلالهم ؟ وكيف يستطيع أن يقول عن بعض كهنتنا إنكم مخطئين
وهم من الأركان المقدسة في خدمة مخطط الغريب ؟ هذا هو السبب الحقيق
ولا سبب غيره يدعو باطريركنا إلى عدم الاستماع للأصوات التي تنطق
بالحق وتصرخ بالخلاص من هذا الوضع المزري فرائحة الفساد المنبعثة من
كنائسنا ملئت الأرض فخنقت كل روح غضة نضرة تحلم بالحرية والحياة
وأسقطتها أسيرة تحت أقدام واهبي الأموال لا حول لها و لا قوة وكبار
كنائسنا يحصدون أموال الغرباء ويملئون بها عنابرهم حيث سيأكل الدود
وتنتعش النتانة ببنما الآشوري يحمل حقيبته على كتفه فينتقل من بلد إلى
آخر يبحث عن ارض تقبله ضيفا لحين أن يشفى جسد امتنا من العقول
الديكتاتورية أو أن يخرج من تحت ثقل نير كثير من حاملي الصلبان
الدجالين المنافقين .
جوني خوشابا الريكاني
3 /11 /2008
تلكيف