الصرخة .. شمعة للقلوب الحية وسيفا في قبضة السيد الجاهل.
إن
ما يجري من أحداث في كنيستنا في دهوك لهو ردة فعل طبيعية للفعل السيئ
الذي يقوم به الأسقف اسحق. وهو نتيجة متوقعة من قبل أبناء الرعية هناك
بسبب هذا السوء الذي وجد السبيل بالانتشار في كنائسنا وأضاع سبل الحد
من زحفه نحو الضمائر النقية . ويبدوا أيضا من كل هذا انه قد قدر
لكنائسنا أن تعيش لعبة الكر والفر بين طرفين احدهما هو رجال الدين وكل
ما يحملوه من كذب وخداع على عقول البسطاء وباسم الدين والإيمان
والكنيسة والطرف الآخر هو أبناء الرعية من الضعفاء والمساكين
واللاهثين نحو ما قيل لهم بأنه حقوقهم .
لا
أريد أن أغوص كثيرا في تلك المعمعة الحاصلة هناك لان ما يحدث هناك ليس
سبب كتابة هذا الموضوع والسبب الذي من اجله اكتب هذا الموضوع هو إنني
كنت الغائب الحاضر في كل تلك الأحداث وكيف أن بعض الأطراف تحاول إساءة
استخدام اسم الصرخة كي يُضرب بها هذا أو ذاك وأكثر من يستعين بالصرخة
كي يحقق ما في نفسه المظلمة من غايات هو الأسقف اسحق , وكيف انه يصوغ
من اسمي جريمة كي يلصقها بهذا أو بذاك ليعطي لهم صفة المعارض فيكسب
استعطاف المخدوعين أو المتملقين الذين يقدمون كل شيء مقابل ورق اخضر
وليكسب الصراع الذي اجبر أبناء الرعية أن يدخلوه فهم خدعوهم بقولهم
بان كل هذه الثروات هي ملككم وهم في الحقيقة لم يروا من الثور إلا
ذيله ( هذا إن اروهم شيئا) والأسقف اسحق يريد من هذا كله أن يضرب بعض
ممن خالفوه الرأي حتى قبل أن أُطلق الصرخة أو قبل أن انشر الفضيحة
على عدة مواقع على الانترنيت أي انه يستخدم اسمي لتصفية حسابات قديمة
مع بعض الأشخاص ومنهم القس فيليب الذي يقول عنه انه مؤيد لـ( جوني )
أو يدعم الصرخة رغم إني ذكرت في موضوع سابق أن القس فيليب لا علاقة له
بشيء وبأنه هو نفسه من كان يخاف أن يعلم القس فيليب بكل ما كنت اعرفه
عنه وعندما أخبرته باني سأفضحه كان سؤاله الثاني هو هل ستخبر القس
فيليب ( ففي سؤاله الأول كان يتخوف أن اخبر الزوعا وأكدت له أن الزوعا
غير معني بهذا الأمر لأنه موضوع كنسي ويهم الكنيسة وليس الأحزاب
السياسية ) فكان جوابي على سؤاله الثاني هو نعم فمن واجبي أن اخبر القس
فيليب لأنه رجل دين وهو معني بكل ما يحدث داخل إطار رعيته .
وقبل أن ادخل في تفاصيل أدق أود أن أقول للجميع أن هذا ليس دفاعا عن
القس فيليب فهو كفيل بان يدافع عن نفسه (إن كان بالفعل هناك ما يستدعي
الدفاع عنه) بل أقول كل هذا لإظهار الحقيقة فقط ولا شيء غير الحقيقة
حتى إن كانت تصب في مصلحة البعض وتعارض مصلحة البعض الآخر .
ولإسحق أسقف المخادع الموبوءة برائحة الزنا الفاحش أقول قبل أن تصنع
من صرختي جريمة تلصقها بمن لا يمشي على هواك أو سيفا تقطع به الرؤوس
التي لا تنحني لفحشائك لم لا تقف أمام المرآة وتسال ظلك فيها هل ما ذكر
في الصرخة هو كابوس مخيف هاجمك في ظلمة ليلك الذي لا ينتهي أم هو
حقيقية أصبحت تنخر أعماق ضميرك فما عدت ترى سبيلا للخلاص منها إلا بضرب
هذا والتآمر على ذاك وإغراء هذا وذاك بأموالك ليتستر على انحلال ضميرك
في أمل أن تُخمد آخر وهج للحقيقة المؤرقة والمخجلة الصارخة في أعماقك
كي تستطيع نسيانها أو تجاهلها, فأنت من ربى الضغينة والعداء الذي
تعاني منه الآن من قبل المقربين منك بسبب غرورك وتكبرك وأنانيتك
واستعلائك على كل البشر وكأن الله خصك بما لم يعطه لأحد ففي الصرخة لم
اذكر إلا الحقيقة والله يشهد عليها وأنت تشهد على صحة كل ما ذكر فيها
ومن كان ضحيتك هو أيضا يشهد على ذلك , فأنت من كان بالأمس مع إحدى
قريباتك في مخدع الدعارة والذي يعلم بهذا الأمر حتى اقرب المقربين
منك, وأنت من استغل الزانية الباحثة عن التوبة لتتمرغ معها بما جاءتك
طالبة أن تخلصها منه وفي غرفة تقابل مذبح الرب , وأنت من يستخدم
الغطاء الديني كي تمرر إلى كنيستك بعض السياسيين لتجعل من هيكلها منبرا
للدعاية لهم , وأنت من تكفل بتأليه بعض الأشخاص (مثل سركيس ) لتضمن
لنفسك المركز الرفيع والمال الوفير , وأنت من تحرض بأموالك أبناء رعيتك
هذا على ذاك كي تعيش بسلام وطمأنينة عاملا بمبدأ (فرق تسد) . إذا من
هذا كله ألا تلاحظ بأنك أنت من وضع ملصقا على مؤخرته تعرض فيه سعر
ضميرك ومواصفاتك ونوع الخدمات التي من الممكن أن تقدمها لمن يدفع
بالدولار. إذا لماذا تحاول أن تظهر الصرخة على أنها جريمة نكراء
تحملها تبعات قذارة أعمالك لترميها تارة على رأس هذا وتارة على رأس
ذاك ؟
لقد
قلت أن القس فيليب يساند جوني واليك الحقيقة المرة التي تتجنب أن
تسمعها كي يكون كل من تراه عدوا لك هو نفسه عدوك اليوم وعدو الغد ,
فالقس فيليب لم يتلقى مني أي شيء سوى تلك الورقة التي بعثتها لجميع
كهنة دهوك وبالاسم وفي ظروف مغلقة (وهذه حقيقة يجب أن اذكرها أمام الله
وأمام البشر جميعا ) ولم اجلس معه يوما قبل نشر الفضيحة وهو لم يقدم لي
أي خدمات لا قبلها ولا حتى بعد نشرها وكل ما فعله انه أصغى إلي فقط
وعند زيارة البطريرك لم يقدم لي أي مساعدة تذكر وكل ما قاله لي هو إنني
لا استطيع مساعدتك لكن اعلم من يمكنه ذلك فأعطاني رقم الهاتف المحمول
للقس شليمون راعي الكنيسة في سرسنك وقتها واتصلت به وكان مرحبا جدا بما
املكه من معلومات تدينك فطلب أن نلتقي والتقيته فعلا أنا واحد أقاربي
حيث ذهبنا إلى بيته القديم في سرسنك وجلست معه وأكلنا الغداء عنده ثم
أخذنا إلى الكنيسة التي كانت ترمم في وقتها وجلست معه منفردا في غرفة
كانت بالطابق الثاني وتحدثت معه بكل شيء وحسب ما لاحظته عليه كان مرحبا
بكل كلمة قلتها وأبدى استعداده الكامل في مساعدتي للوصول إلى البطريرك
فحمل هاتفه واتصل بالقس عمانوئيل الذي كان يرافق الوفد القادم مع
البطريرك (وعلى حد علمي انه راعي إحدى كنائسنا في ألمانيا ) وتحدث
إليه فاخبره بأنني جالس عنده وقد عرفني جيدا رغم إني لم التقيه يوما
إلا انه علم بأنني أنا من أثار الفضيحة ضد الأسقف اسحق وهو أيضا بدوره
رحب جدا بالموضوع ولكونه على علاقة جيدة ب (مار نرساي مطران لبنان
وأوربا ) قال بأنه سيخبر مار نرساي بكل الموضوع وهو باستطاعته أن يأخذ
لي موعدا مع البطريرك ووعد بأنه سيتصل بالقس شليمون ويعطيه الجواب في
اقرب فرصة وهنا كانت نهاية اللقاء الذي جمعني بالقس شليمون (ولم يقدموا
هو أو القس عمانوئيل أو مار نرسي أي شيء ما يظهر إن كل منهم يخشى على
المخفي خلف صليبه ) وعند خروجنا أنا وقريبي من عند القس شليمون سال
قريبي عن الكلام الذي دار بيننا فأجبته ( لكل واحد من كهنتنا شيء على
الأسقف اسحق والكل يود الإطاحة به لكنه لا يجرؤ على فعل ذلك الشيء وهم
الآن يرون في جوني المادة التي قد تحررهم من أسقفهم الدكتاتور) . إنني
اذكر هذه الحادثة كي اظهر الحقيقة فقط وليس دفاعا عن احد وبان ما قدمه
القس فيليب لا يتجاوز ربع ما قدمه البعض الآخر وكي اظهر أيضا إن بعض
الأشخاص كيف كانوا قبل أن يستفيدوا من اسحاقهم وكيف أصبحوا بعد
استفادتهم منه فترحيب القس شليمون ولهفته على إظهار تلك الحقيقة انقلب
ألان إلى تجاهل وتجنب لقائي فانا التقيته مرتين قبل عدة شهور مرة في
إحدى مستشفيات دهوك ومرة في تلكيف وهو جالس في واحدة من تلك السيارات
السركيسية التي أخذها من سيده اسحق . فانا لازلت ذلك الشخص ولم يطرأ
أي جديد ينفي ما صدقه مني بالأمس لكن ما تغير هو انضمامه إلى حاشية
سيده اسحق بقيادة رئيسهم سركيس.
صدقوني أنا لا ابحث عن مؤيدين لي ولست مهتم كثيرا إن كان هناك من
مؤيد. فغايتي هي أن اظهر الحقيقة السوداء التي أصبحت تستفحل في بيوت
إيماننا لتخنق صليبنا وأبناء امتنا العظيمة ولا أطالب احد بان يقف إلى
جانبي ( فانا معي الحق وكل الحق فممن أخاف ) فمن يبحث عن مؤيدين هو
الأسقف اسحق ومن يسير على خطاه لأنهم بكسبهم أتباع ومؤيدين يعطون
لأنفسهم إحساس الراحة حتى إن كانوا بقراره أنفسهم متأكدين انه وهم ليس
إلا . فبجمع المؤيدين يعطون إيحاء لعقولهم المتعبة بأنهم على حق أو
على الأقل بأنهم ليسوا لوحدهم على خطأ فهناك الكثير والكثير من يتبع
فسادهم وهناك من يفعل نفس الأفعال السيئة التي يقومون بها . كما وأود
أن ابعث برسالة لجميع قراء الصرخة ومتابعيها إنني لن اسمح لأحد أيا كان
أن يستغل الصرخة للحصول على مطالبه الخاصة سواء إن كان من رجال الدين
أو من أبناء الكنيسة والأمة لأنهم لا يعطون لأنفسهم إلا صورة القس
شليمون وكيف كان فرحا بكل مساوئ اسحاقه وكيف أصبح بعد الاستفادة منه .
فالصرخة وجدت لإظهار الحق وإظهار مدى الفساد الذي ترزح تحته كنائسنا
المقدسة وامتنا العظيمة وليس لتقول لخصمك إن أعطيتني مما تملك فانا
معك وان لم تفعل فالصرخة بيننا . ولم تطلق الصرخة كي يستعملها شخص
كالأسقف اسحق في وجه من يهددون مشاريعه المصممة لخدمة الغريب وليصنف
بالصرخة الأشخاص على أساس هذا ...مع ... وذاك ... ضد... أو ليستبيح
إبعاد هذا وقبول ذاك فالصرخة هي.. صرخة الحق في وجه الباطل.. صرخة
الضمير في وجه الفساد.. هي صرخة وجدت لتطهير كنائسنا من العقول الفاسدة
المتسترة بالصليب والتي لا تعرف الإيمان إلا بأفواهها وتنكره بأعمالها
. أتمنى أن تكون الصرخة كالشمعة المنيرة التي تقودنا نحو العودة
بإيماننا إلى تلك اللحظة التي بُنيت الكنيسة على الصخرة وجمعت حولها
قلوب المؤمنين بيسوعها فكانوا أقوى من الموت لتمجيدهم الله . وليس
كتلك التي تبنى بابراج أعلى من أعلى قمة برج سياحي في دهوك وبملايين
الدولارات لتعيد إلى أذهاننا قصة برج بابل وهي بالطبع ليست لتمجد الله
الخالق بل لتمجد أسماء تسرقنا إيمان كنائسنا وتاريخ امتنا وما هي في
الحقيقة إلا أسماء سارقة وجدت بالأمس وعرفت اليوم وستفنى بالغد
جوني خوشابا
الريكاني
3/2/2008
تلكيف
www.alsarkha.uv.ro