أبناء أمتي وزمن لقمة الغول

عندما كنا صغارا لطالما استمتعنا واستأنسنا  بالقصص التي كانت تحكى  لنا  في ليالي السمر من  قبل أهلنا وأقاربنا والأكبر منا سنا وبالأخص الجد والجدة.  وأتذكر بعض أهم تلك القصص والروايات  فاغلبها كانت تلف وتدور حول محور الخير والشر وكيف وصلت الأميرة التي تملك سبعة إخوة إلى بيت الغول بعد أن سرق الغراب مشطها لينقذها أمير الأحلام في النهاية من الغول الشرير .  وكيف إن الملكة الشريرة أمرت بإلقاء ابن الملك وأمه في برميل مغلق إلى البحر ليكبر في البرميل ويصبح شابا ويقضي في النهاية على الملكة الشريرة . وغيرها الكثير من القصص ذات العبر والمعنى  ولم يكن ليسمحوا أن تمر ليالي السمر تلك دون أن يتحدثوا فيها عن قصص مستقاة من الكتب المقدسة فكانوا يتكلمون  عن أمور كانت اقرب إلى النبوءة  منها إلى  قصة تحمل بمعناها  العبر والحكم فكانوا يتحدثون عن نهاية الأزمنة وكيف سيأتي زمن الهاجوج والماجوج او كما تسمى بلهجتنا المحلية ( هجج ومجج) وكيف انه في نهاية الأزمنة سيحل السلام على الأرض بعد خراب كبير وحينها سيرعى الغنم مع الذئب في مرج واحد  وبسلام  ومحبة . لكن ابرز ما حكي لنا والذي يحمل في طياته نبوءة رمزية  قد تكون صالحة للاستعمال في كل وقت وأي زمان وهي التحذير من زمن  الغول الشرير البشع او ما نسميه بلهجتنا  المحلية (حمبشا ) هذا الغول الذي  قالوا عنه بأنه سيأتي في زمن العوز والحاجة وسيتبعه الكثير من البشر المحتاجين والمنغرين به وستكون ميزة هذا الغول (مع احترامي الكامل للجميع لكن يجب أن اذكر هذا الأمر كي تكون الصورة واضحة للقارئ العزيز ) فستكون ميزته انه(  سيتغوط  ) ( يبرخ)  او دولمة او ما يعرف بورق العنب المحشي ومن سيصل إلى ذلك اليبرخ ويأكل منها فسيكون من الهالكين لا محالة .

لقد علقت في ذهني قصة ذلك الغول أكثر من باقي القصص التي رويت لي وأنا طفل صغير وكنت دائما استمع إلى تحليلات الأهل والأقارب والبالغين عن وقت ذلك الزمان فمنهم من قال في فترة الحرب الإيرانية العراقية ان خميني هو ذلك الغول والآخر قال إن لا غول على وجه الأرض إلا صدام بينما فسرها آخرين على إنها أمريكا وسيطرتها ونفوذها والبعض قال أنها إسرائيل  أي اليهود فهم من عذب و صلب وقتل السيد المسيح  وبين قول هذا وقول ذاك قد تكون بعض من الحقيقة حاضرة في كل تلك الآراء فلهذه القصة او النبوءة الرمزية ميزة وهي انه يمكن تطبيقها على كل جبار متغطرس يحكم الناس لمصلحته في أي وقت وأي زمان كان طالما ان لكل زمان غوله .

وألان بعد ان بلغت منتص