صار
أمرك يا وطن بأيد الغزاة ......
(صار أمرك يا وطن بأيد الغزاة وهمة أصحاب الفضل بالي يصير) أن هذا
المقطع هو مطلع لموال أبدع فيه الفنان العراقي الغيور حسام الرسام وهو
مقطع من موال طويل يحاكي فيه الأوضاع السيئة التي يمر بها عراقنا
الحبيب بصورة عامة . ولن أتحدث هنا عن هذا الموال او عن المطرب حسام
الرسام لان الحديث عنه وعن إبداعه وغيرته سيأخذ صفحات طويلة لكنني
اذكر هذا المقطع الرائع لأستعيره منه واحور فيه قليلا كي يحاكي ما تمر
به الأمة الأشورية من ماسي ومحاولات للإقصاء والتهميش ومحو لدورها في
بناء الحضارة الإنسانية في ارض الرافدين كي يصبح ذاك المقطع بعد
التحوير (صار أمرك يا أمتي بأيد الجهلة وهمة أصحاب الفضل أبكل التغيير
) فهو هنا يصبح أكثر ملائمة للحقيقة التي تمر بها الأمة الآشورية
فمصيرها أصبح يترنح بين جاهل واجهل ممن لا يمتون لهذه الأمة بأي صلة
وهم غربة تماما عنا وعن جذورها والسبب الوحيد الذي يخولهم بالتلاعب
بمصيرها هو أنهم أصحاب الكلمة ولهم سلطتهم ووزنهم في صنع القرار في
عراق الديمقراطية العرجاء والذين يستمدون قوتهم من الجيوش عابرة
القارات القادمة من عند ( مستر سام ) التي حلت على بلدنا بحجة التحرير
وتحقيق الحقوق . كما يحاول هذا النموذج والذي لا نعلم من أين أتى بعلمه
وثقافته والتي تبدوا ان نصفها جاهل والنصف الآخر متخلف بتصوير وتسمية
تاريخنا حسب ما تمليه عليهم مراجعهم المجهولة المصدر ولعل ابرز من صرح
عن امتنا هو السيد نوري المالكي الذي من المفروض ان يكون خيمة لتظلل
على جميع العراقيين وان يحمي حقوقهم ومصالحهم بغض النضر عن دينهم
ومذهبهم وقوميتهم فبصفته رئيس الوزراء كان من الأفضل له ان يكون
المدافع الغيور عن أبناء بلده لا ان يقول لشريحة كبيرة ومتجذرة في عمق
التاريخ العراقي كالمسيحيين ( بالجالية ) هذه الشريحة التي ولدت قبل ان
يكون العراق دولة بصورته الحالية ووجدت منذ ان كانت تسمى هذه الأرض
بلاد النهرين او بلاد بابل وأشور والتي عاشت المسيحية عندما انتشرت
وشهدت على الفتوحات الإسلامية عندا وصلت . لهذا لن أتحدث مطولا بهذا
التصريح فقط هناك توضيح أتمنى ان يقدمه السيد مالكي ومن يتبع نهجه
وسياسته تجاه المسيحيين وارجوا ان يبين فيه من أين يأتي أصل المسيحيين
ومن أين يأتي أصله هو والكثير ممن استلموا زمام السلطة و النظام متمنيا
ان يعتمد بتوضيحه على الوثائق والمستندات والموروث التاريخي للعراق
القديم والحديث والذي بملء أشهر المكتبات العالمية )
ليس
المالكي وحده من اعتبر المسيحيين او الأشوريين هم قلة بوزن خفيف في
العراق ونكر عليهم أصالة انتمائهم للحضارة الآشورية بل هناك من اعتبر
الأشوريين مجرد مقيمين كما سماهم الملا بختيار حيث قال عنهم إنهم مجرد
مقيمين في شمال العراق (كردستان ) أي انه لغا تاريخ الأرض الطويل
وحقيقة واقعة تتحدث عن آلاف السنين متجاهلا ان كل صخرة جبل في شمال
العراق وكل حفنة تراب من جنوبه تحتها حرف آشوري وكل حجر في وديان
شمالنا وكل نخلة من وسطه تتحدث بكلمة سريانية فكيف أصبحنا جالية
ومقيمين فقط ونحن من لا نتحدث بلغة غير لغة أولائك الآشوريين العظام
الذين صنعوا حضارة وادي الرافدين
لا
يقع اللوم كاملا على أي شخص يحاول المساس بحقيقة كوننا أبناء أولائك
الآشوريين العظام الذين زرعوا الأرض رهبة وسلطانا فحصدوها علما وثقافة
وتاريخ عريق , فمن ناحية هم يرون في تاريخنا ووجودنا تهديدا لأحقيتهم
بالأرض فأي كان من له الرغبة في إلغاء وجودنا فهو لعلمه بان ترتيبه هو
الثاني من بعدنا لذلك فهو يرى ضرورة إبعادنا عن المشهد التاريخي للعراق
كي يبني لنفسه تاريخ وحضارة تؤهله للاستمتاع بأكبر قدر ممكن من خيرات
هذه الأرض المعطاء .
أما
من ناحية أخرى فهم يرون بان لهم الحق في تسميتنا ما يشاءون بسبب ان من
يدعي بأنه يمثلنا وينصب نفسه مخلصا للأشوريين ومستحصل حقوقهم هو في
الحقيقة يعمل عندهم و لا يتكلم إلا بما يفيدهم وما يصب في مصلحتهم أولا
وأخرا هذا بالإضافة لوجود بعض الأحزاب التي تدعي بأنها كرست نفسها
لخدمة القضية الآشورية تحذوا حذو ممثلينا حيث لا تحرك ساكن إزاء هكذا
تصريحات خوفا على تمويلهم الذي قد يقطع في حال تحدثوا بالحق الذي يهم
أبناء امتنا الآشورية غير مدركين إننا كأمة عريقة لسنا بحاجة الى
بيوت وجدران.. قصور وكنائس .. حدود ومناطق وحواجز لأننا نحن العراق
من شماله حتى جنوبه وما نحن فعلا بحاجة إليه هو الاعتراف بحقنا هذا
والاعتراف بوجودنا وتثبيت حقوقنا في الدستور العراقي كما إننا بحاجة
ملحة وضرورية لتوحيد صفوفنا لا إتباع ما يملى على ممثلينا في تقطيع
اسمنا وتقسيمه ليعودوا ويمنون علينا بتجميعه كي يظهروا لنا وللمجتمع
الدولي بأنهم مهتمين كل الاهتمام بوحدتنا المبنية على أساس التفرقة
التي زرعوها فينا لتظهر تارة على شكل (واو) بين وحدة اسمنا او تظهر على
شكل شخصيات مؤلهة تزرع بين أبناء شعبنا لتخدير السذج والبسطاء
والمحتاجين .
إن
لمثل هكذا تصريح مدلول واحد وهو ان العراق الحديث الذي يدعون انه يبنى
على الديمقراطية واحترام وجود كافة الطوائف والقوميات لا يقبل بمبدأ
البقاء للأقوى او البقاء للأكثر كما كنا نتصور بل هو يطبق مبدأ واحد
وهو مبدأ ( البقاء للأكثر موالاة لأمريكا )
جوني خوشابا الريكاني
20/11/2007