شياطين الكنيسة
ولعبة الوصول إلى تلكيف
إن لدخول الأموال الممنوحة من قبل إقليم كردستان إلى الكنيسة
تأثيرها السحري , حيث قلب الموازين وغير النفوس فانقلب الأب على
أبنائه والأخ على أخيه والقريب أصبح عدو قريبه فتحولت
الكنيسة من الباب الذي يهب الحياة الأبدية إلى صراف آلي يصرف للناس
الورق الأخضر وكل حسب درجة تملقه أو مدى استعداده للتنازل عن اكبر
كمية ممكنة من كرامته فها هم من لديهم مريض بأمس الحاجة إلى ثمن
علاج لا يصل إلى غايته لأنه لا يتنازل عن كرامته وينخرط في طابور
المتملقين المنافقين , وها هي أرملة بأمس الحاجة إلى مساعدة بسيطة
لتعيل بهم أيتامها فتغلق في وجهها الأبواب مع عبارة ( إن
سركيس لا يصرف لمثل هذه الحالات ) لتفتح نفس تلك الأبواب في وجه من
تسمح لنفسها أن تفتح القميص أو ترفع التنورة .
وهذا بالضبط ما يحدث في أغلبية كنائسنا ومدننا وقرانا وكل مكان
تتواجد فيه تلك الأموال ومن ضمنهم تلكيف والتي تحصد ثمرة
الخبز الفاسد الذي عجن في مكاتب سركيس وخمر في مطرانيه الأسقف اسحق
في دهوك وخبز على أيدي القس (يوسف بنيامين ) ومعاونيه كل من القس
(شموئيل ) والقس (متي ) ليخدم أصحاب الملايين والمترفين أولا ومن
بعدهم الناكرين لأصولهم وانتمائهم القومي ثم يرمى الفتات
للمساكين والفقراء والذي هم بأمس الحاجة إلى القليل من تلك
الملايين ليعيلوا بها عوائلهم
لم تتوقف عند هذا الحد لعبة الأموال للتلاعب بالمصير ولم يكن هذا
فقط مجال استخدامها بل استغلت هذه الأموال لإسكات الأصوات الضعيفة
المنادية بالعدالة والمساواة وتحقيق الحق فأخذت ترمى هنا وهناك كي
لا يسال احد أي من كهنتنا الأفاضل من أين لكم هذا و لتزرع الفتنة
وتفرق الناس عن بعضهم البعض عاملين بمبدأ فرق تسد
قد يعتقد البعض إني أغالي بكلامي هذا عن رجال الدين وإنني اتهمهم
بما لم يقترفوه من ذنب وأنا كلي أمل إنكم ستقتنعون بهذا
الكلام بعد أن تقرءوا ما سأذكره من حادثة جرت تفاصيلها في تلكيف
ولا زالت تجري إلى هذه اللحظة تحت الموافقة السركيسية والمباركة
الاسحقية وصمت كبار المسئولين في الكنيسة كما و أتمنى أن تقفوا
وقفة ابن الكنيسة والأمة البار الشريف وان تقرروا انتم ما هو الصح
وما هو الخطأ وان تحكموا بالعدل فالعدل الذي نعيشه الآن ميزانه
أعرج وكفته عمياء, وان تحققوا الحق الذي أصبح غير مسموع
الصوت في هذا الزمن الصعب .
لم تشمل المكرمة السركيسية كل أبناء الأمة من المسيحيين , وهذا هو
الحال هنا في تلكيف حيث أقصيت شريحة كبيرة من أبناء رعية كنيسة
المشرق في تلكيف والتابعين إلى كنيسة المشرق (كما تسمى ألان
بالآشورية ) وهم بأغلبيتهم من الطبقة المعيشية المتوسطة والفقيرة
حالة اغلبهم هي دون المتوسط ورغم حالهم فقد تجاهلتهم أعين سركيس
المتمثلة بشخص القس (يوسف بنيامين ) راعي كنيسة القديسة شموني ولم
يرى منهم إلا من تربطه بهم صلة القرابة او الصداقة او المصلحة
المشتركة مع أخذه بالقلة القليلة من المحتاجين الحقيقيين وذلك لذر
الرماد في العيون وليحمي نفسه من المحاسبة فيما إذا لو تعرض
للمسائلة يوما ما ولكون إن المسالة لا ترتكز إلى أي نوع من العدالة
والمساواة كان لا بد لأبناء الرعية أن يسالوا عن سبب هذا التوزيع
السيئ فقرروا ان يواجهوا القس فاخذوا يعقدون الاجتماعات وكل
عشيرة او جماعة على حدا وبعد ان علم القس يوسف بالموضوع وشعر
بان هناك من يهدد امن إمبراطوريته الخضراء قرر بان يشكل لجان خاصة
تأخذ على عاتقها مسؤولية الطلبات التي يقدمها أبناء الرعية لتقوم
تلك اللجان بتقديمها للقس كي تنفذ كل حسب حاجته. وبالفعل
شكلت اللجان وجمعت الطلبات من المحتاجين وقدمت للقس وهو بدوره لم
ينفذ من تلك الطلبات إلا ما هو من أقرباء أعضاء تلك اللجان ليشيع
بعدها بين أبناء الرعية بان تلك اللجان لا تعمل بصدق وأمانة وبأنهم
لا يبحثون إلا على مصلحتهم ومصلحة أقاربهم وهذا ما سبب ببعض
المشاكل بين أبناء الرعية وأعضاء تلك اللجان المنتخبة أصلا من قبل
أبناء الرعية أنفسهم وبهذا يكون قد نجح في تفريق الرعية
وإشغالهم ببعضهم البعض وبعد ان أدرك أبناء الرعية هذا الموقف دخلوا
في جولة أخرى من الاجتماعات والاتصالات , فقرروا أن يوصلوا صوتهم
إلى أعلى المستويات المانحة لتلك الأموال والذي هو سركيس اغاجان
وزير مالية إقليم كردستان العراق ولكونه يجلس في حصنه المنيع وبسبب
علاقات القس يوسف الوثيقة مع أشخاص من داخل ذلك الحصن لاقى
ممثلي أبناء الرعية صعوبة في الوصول إليه فاخذوا يجرون اتصالاتهم
ببعض المسئولين وأصحاب النفوذ في إقليم كردستان ومنهم احد شيوخ
البارزانيين واحد أعضاء برلمان إقليم كردستان ( لا يمكن ذكر اسمهما
بسبب مركزهما الحساس ) والذي أكد هذا الأخير بدوره انه
أوصل طلب أبناء رعية تلكيف إلى وزير المالية لكنه لم يستلم منه أي
جواب كما قام شيخ البارزانيين بإرسال أكثر من رسالة إلى
سركيس اغاجان مع ممثلي رعية تلكيف وهو يشرح فيها الوضع السيئ الذي
يتعرض له أبناء كنيسة القديسة شموني في تلكيف على أيدي كهنتهم
و بالتفصيل الدقيق وبعد مماطلة طويلة وعريضة وصلوا إلى مكتب سركيس
ليستقبلوا من قبل نائبه يوسف عزيز الذي تربطه مصالح قوية مع القس
يوسف وبعد أن تحدثوا إليه وعدهم بأنه سيضع طلبهم أمام سركيس نفسه
وبأنه سيتصل بهم لاحقا ليرد لهم الجواب وفعلا بعد
عدة أيام اتصل يوسف عزيز بأحد أعضاء اللجان ليخبره ان سركيس (لن
يستقبلهم لا ألان ولا حتى لاحقا ) .
إن رفض سركيس استقبال ممثلين رعية تلكيف لم يثنهم عن
المواظبة للحصول على حقوقهم ولم يتوقفوا عن البحث عن طريقة توصلهم
الى سركيس او الى الأكبر منه في حكومة إقليم كردستان أو في الحزب
الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي إليه سركيس و المانح لكل هذه
الأموال , وهنا أحس القس يوسف بان عليه ان يضع حدا للموضوع وبان
يتخذ إجراء احترازي يحميه ويحمي مصالحه فقام بخطوة غير مسبوقة في
تاريخ كنيستنا ولا حتى في زمن النظام ألبعثي البائد حيث قام القس
يوسف بالذهاب الى دهوك وتحديدا الى مديرية الأمن العامة هناك
وأعطاهم أسماء الأشخاص الذين يقفون في وجهه من أبناء رعية تلكيف
متهما إياهم بأنهم ينون أذيته. كما ودخل إلى مقرات الحزب
الديمقراطي الكردستاني تلكيف وأعطاهم نفس الأسماء وادعى أمامهم بان
نية هؤلاء الأشخاص هي عرقلة المشروع والمخطط الكردي في المنطقة
والذي ينفذه ويحققه هو لهم بهذه المساعدات التي يقوم بإعطائها
للناس من تلكيف إلى تلسقف والذي يعتبره هو دعاية لهم وعن
حزبهم الديمقراطي الكردستاني والذي يمول أعمال القس يوسف عن
طريق ممثلهم سركيس , ولم يشفي هذا غله فتوجه الى أغا عشيرة
الريكانيين ( محمد كلحي ) بسبب ان أغلبية أبناء كنيسة القديسة
شموني هم من الريكانيين فوضع قضية تلكيف أمامه طالبا منه ان
يتدخل في حل هذه المسالة وهو يعلم ويدرك ان لدخول هذه القضية الى
ديوان الأغا فهي لن تخرج إلا بالصلح والمسامحة وهو الهدف الذي يبحث
عنه القس يوسف كي يتجنب كل مسائلة عشائرية او قانونية وان تطوى
صفحة الماضي وهذا فعلا ما حصل حيث أرسل الأغا في طلب أبناء
الرعية لحل هذه المسالة وبعد ان سمع من الجميع اخبرهم بان هذه
المشكلة حلها بيد المطران المسئول عنهم فيما اذا لو أرادوا أن
يحاسبوا القس او ان يستبدلوه لأنه شان خاص بالكنيسة وان كل
ما يستطيع هو أن يقدمه هو المصالحة بينه وبين أبناء رعية
تلكيف وان يجعلهم يسامحوه ( وهكذا يكون قد عفا الله عن ما سلف )
وبسبب احترام أبناء الرعية لديوان الأغا وافقوا مجبرين لهذا القرار
وكل ما حصلوا عليه هو وعد من القس بان يأخذهم عند سركيس
ليقابلهم وبهذه النتيجة يكون القس قد وصل إلى غايته
ومبتغاة بإزاحة الغمة التي كانت ستظهر حقيقته المشينة التي يحاول
قدر المستطاع إبعادها عن أعين الجميع
بعد أن أدخلت قضية الكنيسة إلى مقرات الأحزاب الكردية
ودواوين الأغوات حاولت قدر المستطاع أن ابلغ هذه الحقيقة
لسيادة المطران (مار كيوركيس صليوا ) والذي أكد لي بعض الأشخاص انه
غير موافق لكل هذه الأموال وكل هذه الأعمال التي يقوم بها بعض من
ضعاف النفوس من رجال الدين لكن محاولتي للتحدث معه فشلت لكون
هاتفه المحمول كان دائما مغلق لذلك قمت بإرسال نبذة مختصرة
عن الوضع
أطلع
مع احد الأشخاص المقربين إلي , وتحدثت فيها عن كل ما يقوم به القس
يوسف من أعمال ضد أبناء الرعية وكيف انه يشتكيهم عند الأحزاب
الكردية ومديرية الأمن ودواوين الأغوات وقد أكد لي حامل تلك
الرسالة انه أوصلها لسيادة المطران قبل عدة أيام من قدومه الى
اربيل وكركوك ليفتتح فيها مدرسة الكهنة , لكن ومع كل الأسف رغم
علمه بكل هذه المشاكل لم يأتي إلى تلكيف ليقف على حقيقة الموضوع
ولم يرسل حتى أي جواب يستفسر فيه عن صحة هذه الأحداث . وعلمت بعدها
من بعض الأشخاص الموثوق فيهم أيضا إن صمته هذا له أسبابه
وان كانت غير مقنعة بالنسبة إلى الوضع السيئ الذي تتعرض له
الكنيسة وسببه هو انه يخشى محاسبة كهنة تلكيف الثلاثة (القس
يوسف والقس شموئيل والقس متي ) والذين هم تابعين إليه إداريا لأنه
لو حاسبهم فهم سيخرجون عن طوعه وسيلتجئون إلى الأسقف اسحق المسئول
عن للكنيسة في إقليم كردستان والذي وعدهم بان يحتضنهم في أي وقت
يريدون وانه سيعطيهم رعية وكنيسة داخل الإقليم (هذا حسب ما يدعي
القس يوسف ) وما يعزز مخاوف مار كيوركيس هو علاقته الغير جيدة
بالأسقف اسحق أصلا والذي يعتبر الم