الصرخة (1)
مع أموال الغرباء وصمت رجال الدين فلن نقول إلا وداعا للكنيسة وتاريخ
الأمة .
لقد التقيت احد الأقارب مرة في الطريق وسألني عن آخر ما نشرته من
مواضيع على مواقع الانترنيت فاخذ يناقش معي تلك المواضيع مظهرا موقفه
الذي كان مترنح بين معارض وموافق وفي النهاية وجه إلي سؤال كان ذات
أهمية كبيرة بالنسبة إلي وقد كان وقعه علي كاتهام أكثر منه من سؤال
لأنه ألقاه بنبرة الغاضب الممتعض حيث سألني عن سبب كرهي وحقدي على
الكنيسة و رجال الدين ؟ فوقفت لبرهة دون كلام ,ليس لأني لا املك
الجواب بل لان كل ما قدمته من شرح وللمدة التي وقفتها معه قد ذهب في
مهب الريح وكان لا بد علي أن أجيبه, وأجبته فعلا ولكون إن هذا
النموذج الذي التقاني في الطريق يمثل شريحة واسعة من المجتمع الذين
اختاروا أن لا يروا ابعد من أقدامهم كان لا بد لي أن اطرح الجواب الذي
قلته له من خلال هذا الموقع لتطلع عليها كل شرائح المجتمع وليقفوا
على الحقيقة المريرة الحاصلة لأبناء الأمة الآشورية. تلك الحقيقة التي
لا تغطيها قناة عشتار والتي أصم لها رجال الدين أذانهم وأغلقت في وجهها
أبواب مكاتب سركيس . سأورد لكم الجواب الذي أجبت به قريبي لتقفوا على
الحقيقة المأساوية التي يتعرض لها المسيحيين من أبناء آشور وعلى أيدي
قادة الكنيسة .
سأذكر جوابي هنا لكن أكثر ترتيبا وصقلا من الجواب الذي أجبت به قريبي
مع المحافظة على المغزى والجوهر فكان جوابي لقريبي بسؤال كان لا بد من
طرحه وهو ما الذي تقصد بحقدي على الكنيسة ورجال الدين ؟ أو ما هي
الكنيسة ومن هم رجال الدين برأيك ؟ فان كنت تقصد إني احقد على الكنيسة
فانا لم أتفوه يوما بكلام يسيء إلى إيمانها ولم ابدي أي ملاحظة على أي
من طقوسها وحاشا لله أن أتفوه بما يسيء يوما إلى الكنيسة التي أسسها
المسيح المخلص بروحه الطاهرة على صخرته مار بطرس وحمل إيمانها إلينا
مار توما الرسول وزرع إيمانها فينا مار أدي ومار ماري. وان كنت تقصد
إني احقد على رجال الدين فأقولها لك وبصراحة أن من يسمح لنفسه أن يسيء
إلى الكنيسة وإيمانها المتمثل بنقل كلمة الله إلينا وتجسيد لروح الله
من خلال القيم والمبادئ التي تعلمنا إياها فهو لا يستحق إلا الحقد
والمحاربة وبكل ما أوتيت من قوة . وان كنت تقصد بان الكنيسة هي رجال
الدين وهما جزء لا يتجزأ فأقولها وبأعلى صوتي بئس الكنيسة هي تلك التي
يرتبط إيمانها بحفنة من المتسولين المرتزقة الذين لا يعرفون من هذه
الدنيا سوى جيوبهم ونوعية الكرسي الذي تحتهم وحاشا لله أن يسموا ما
ينتمون إليه بكنيسة فولائهم هو للأحزاب السياسية والسلطات التي تمنحهم
الجاه والرخاء جاعلة منهم مجرد أبواق للدعاية عن تلك الجهات مجردة
إياهم من كل مغزى إيماني وديني ماسحة جوهر القدسية والطهارة من وجوههم
جاعلة منهم حملانا بالظاهر ومن داخلهم مجرد ذئاب خاطفة وكلامي هذا لا
يأتي من الفراغ بل بمجموعة من الأحداث والتجارب التي اختبرتها بنفسي
وعشت أحداثها بأدق تفاصيلها ما جعلني أتحول من موقف المدافع عن بساطة
الكنيسة وإيمانها إلى مهاجم وبشراسة لحمايتها من الذين يسمون أنفسهم
خدام الكنيسة .
لقد تحدثت كثيرا عن هذه المواضيع وسأتحدث عنها دون كلل أو ملل إلى (ما
شاء الله ) وسأضل اجتر هذه المواضيع لحين أن تتحول حجارة الأرض إلى
أذان صاغية لتقف على ما يجري للأمة والكنيسة من خلال من يسمون أنفسهم
أبناء الأمة الأبرار وخدام الكنيسة المطيعين . ولكي تكون الصورة واضحة
للجميع كما هي واضحة لقريبي الذي له دراية كاملة بكل ما سيذكر لكم من
تلك الأحداث والتي لا يريد الكثير من أبناء الأمة والكنيسة أن يفهموها
مفضلين أن يقلدوا النعامة بدفن رؤوسهم تحت الرمال على أن يصدقوا أن
لرجال الدين أخطائهم المميتة وانه من الممكن أن يطولهم الفساد الأخلاقي
والإداري حالهم حال أرذل الناس وان لبعض من الشخصيات الآشورية أجندات
لا تخدم المصالح الآشورية وان كان الظاهر يظهر عكس هذا بل هم شخصيات
وجدت لزعزعة الصف الآشوري والعبث بقوة ترابطه وشق صفوفه وكل هذا لصقل
صورة تلك الجهات التي ينتمون إليها و من ناحية أخرى لرفع رصيدهم البشري
وزيادة تنوعه وكسب مناطق جغرافية خارج سيطرتهم مستخدمة في ذلك مئات
الملايين من الدولارات وجاعلة من الكنيسة منطلق لتنفيذ مثل هكذا مشروع
ومن رجال الدين جنودا خدام لتحقيق أهدافهم وليؤدي كل هذا في النهاية
إلى تهميش كل الجهات التي تطالب بتحصيل حقوق الآشوريين الكاملة والغير
منقوصة وإقناعنا بقشور حقوق وإعطائنا وعود بمحميات ومناطق للحكم الذاتي
تابعة لحكومات مستحدثة ليعود بنا التاريخ إلى بدايات القرن المنصرم
وكيف أن الآشوريين وقعوا ضحية للوعود الكاذبة التي قطعت لهم من قبل
القوى الامبريالية وأدت إلى تأليب العداوات ضدهم من العرب والأكراد
ما أدى بالنهاية إلى تهجيرهم وذبحهم دون رحمة أو شفقة وعلى مرأى ومسمع
المجتمع الدولي وعصبة الأمم المتحدة . متمنيا أن لا يفهم كلامي هذا
على أساس التحريض والفتنة مع بعض الجهات والشعوب الجارة مثل العرب
والأكراد فهما شعبان جاران شاطرناهم الألم والاضطهاد من قبل الأنظمة
الرجعية البائدة وهم إخوتنا بالأرض و بمسيرة النضال والتحرر من
الدكتاتورية والطغيان مع ذلك يجب أن نعي ونفهم الشرك الذي ينصب لنا من
قبل بعض الجهات السياسية والحزبية وذلك لخدمة مصالح شعوبها جاعلة منا
مجرد ورقة رابحة لتمشية مصالحها في المنطقة .
لقد اختبرت ابرز تلك الأحداث حين بدأت بنشر الفضائح الأخلاقية
المتعلقة بالأسقف اسحق والتي كانت تتحدث عن بعض الممارسات الفاضحة
وداخل إطار الكنيسة ولو كان الأمر توقف عند هذا لقلت إنها مجرد هفوات
عابرة لكن السوء الذي بداخله لم يتوقف هنا بل تجاوزها ليخرج من خلف
الأبواب المغلقة وليصل إلى الشارع ومنه إلى بيت كل واحد منا وهذا السوء
متمثل بحملة توزيع الأموال التي شهدتها الكنيسة في الفترة الأخيرة وكيف
أن لتلك الأموال تأثير سحري في استعباد النفوس وزرع التفرقة والعداء
بين أبناء الكنيسة الواحدة والبيت الواحد وتفضيل جماعة على حساب جماعة
أخرى وزرع الكراهية بين أبناء الأمة بسبب توزيعها الغير عادل والمبني
على أساس القرابة والمصلحة المشتركة حيث كان للأسقف اسحق الدور الأكبر
في خدمة وترويج للمخطط السركيسي الرامي إلى التخلي عن الكثير من
المبادئ القومية واستبدالها بمبادئ أخرى مطاطة تتمدد وتتقلص حسب ما
تقتضيه مصلحة صانعيه لتصنع منا في النهاية مجرد أتباع ضعفاء مقتنعين
فرحين بما يعتبر بالفتافيت إذ ما قارناه بحقوقنا الكاملة وهذه
الفتافيت ستكلفنا اسمنا وتاريخنا ومستقبل أبنائنا. وقد ظهرت أولى
بوادر هذه الحملة السركيسية عندما عمدت قناة عشتار والناطقة باسم
سركيس بتسمية الأشوريين في إحدى المرات ( بالآشوريين الكرد) لتظهر
أولى النوايا في التغيير الذي تود إجرائه على انتمائنا القومي .
لقد حاولت مرارا وتكرارا أن احد من تصرفات الأسقف اسحق المشينة وذلك من
خلال التحدث إلى أقاربه لكن من دون أي جدوى مما اضطرني الأمر بان أرسل
برسالة عبر البريد الالكتروني إلى البطريرك (مار دنخا الرابع ) متحدثا
فيها عن كل ما رايته وما سمعته من تلك الأعمال لكن هنا أيضا لم يأتيني
أي جواب يذكر وليس هذا فقط بل ومنعت من لقاء البطريك الذي كان في زيارة
لحكومة إقليم كردستان والتي بدأها في ( 17/ 9 / 2006) حيث منعت من
قبل الحرس الشخصي للأسقف اسحق من الوصول إليه ورفضوا حتى أن يستلموا
مني رسالة موجهة إلى قداسة البطريرك ما أجبرني في النهاية إلى طرح
الموضوع على أبناء الأمة والكنيسة على شبكة الانترنيت ليكونوا هم
الحكم وليقفوا على الحقائق الخفية لشخصية مثل شخصية الأسقف اسحق
وليعلموا جيدا مع أي نوع من البشر يتعاملون .
لقد علمت بعد هذه الحادثة أن هناك من وضع قضية الأسقف اسحق أمام
البطريرك لكنه وللأسف لم يتخذ أي إجراء يذكر متحججا بأنه لا يصدق كل ما
ينشر على شبكة الانترنيت لكن في الحقيقة ليس هذا السبب ما منعه من
اتخاذ الإجراء اللازم فالذي تابع زيارة البطريرك والتي خططها الأسقف
اسحق ووضع جدول زياراتها سيجد أنها كانت مخصصة لحكومة إقليم كردستان
أكثر منها لزيارة القرى المسيحية والاطلاع على حال الشعب الآشوري
المسيحي . فقد زار مقرات أحزابهم ومدارسهم وقبورهم وبنيانهم الجديد
وتجاهل كل أحزابنا القومية التي همها خدمة قضايانا ولم يلتفت إلى
مدارسنا التي تعلم لغة الأم لأبنائنا ولم يقف وقفة صمت على قبور
شهدائنا التي تملئ ارض كردستان . لقد جاء قداسته ليسير خلف راية سركيس
اغاجان ليجعل منه أبا للكنيسة وقائدا للأمة دون الوقوف عند أجندته فيما
إذا كانت لخدمة أبناء الأمة أم لمصالح الغريب الذي يعطيه حق التصرف
بملايين الدولارات لاستدراج أبناء الأمة الآشورية إلى ما هو ظاهر
للأعمى ومسموع للأطرش وبفضل تلك الملايين السركيسية التي أغدقت على
البطريرك اشترى الأسقف اسحق صمته وصمت الوفد الذي رافق قداسته و البسه
ثوب الطهارة والعفة وكوفئ بلقب خادم الكنيسة المطيع .
إن الأحداث التي تجري في تلكيف لهي دليل صارخ على سوء الوضع الذي وصلت
إليه الكنيسة بعد تبنيها الأموال السركيسية لذا قام البعض بتسييس
الكنيسة وجعلها المدخل السهل لوضع أيدهم على أبناء الأمة الأشورية
ومناطقهم ليحققوا مكاسب لا تقدر بثمن في تعزيز مكانتهم وتعميق جذورهم
في عمق الأرض العراقية لاقتناء التاريخ والحضارة كاقتنائهم السلطة
والنفوذ في المنطقة وهذا ما كان له التأثير السيئ على الكنيسة وتصرفات
رجال الدين الذين أصبحوا في سباق مستمر للتملق والنفاق لتحقيق مكاسبهم
المالية والارتقاء بسلم السلطة والنفوذ في مجتمعاتنا الضعيفة أساسا
والتي تضع اعتبار إيماني كبير لرجال الدين مقدسة إياهم بقدسية الكنيسة
وإيمانها , وها هم يكافئون أبناء الرعية خير مكافئة , فبإعطائهم بعض
الأموال ليجتازوا الأوقات العصيبة التي يمرون بها ويمر بها الوطن ككل
وببناء بعض البيوت لهم اخذوا يسيطرون عليهم ويحولوهم بالاتجاه الذي
يتناسب مع انتماءاتهم السياسية والحزبية مؤسسين لنا أخلاقا جديدة
لمجتمع مبني على كل ما هو هش وضعيف في مجتمعنا الأصيل داعين إلى مبادئ
جديدة مبنية على أساس تملق أكثر تحصل أكثر , اكذب أكثر ترتقي أكثر ,
وان تجرأت على نكران أصلك فسيفتح في وجهك باب النعيم الأخضر وستنهال
عليك الدولارات الآتية من سركيس ذاك الذي في عين كاوا .
يتبع...... الصرخة(2)
شياطين الكنيسة ولعبة الوصول إلى تلكيف
لمعرفة المزيد من التفاصيل يمكنكم أن تزوروا موقعي