سكوت الأمس مضيعة للغـد
اعتقد انه آن الأوان كي اخبر الجميع عن سبب كشف أسرار الأسقف اسحق
ولماذا تزامنت فضيحته في هذا الوقت بالذات مع انه ليس بالأمر الخفي لمن
تابع هذا الموقع منذ البداية. فيستطيع القارئ أن يلمس السبب الرئيسي
لهذه الفضيحة والدافع الأقوى الذي وقف خلف هذا التهجم الذي بات يصبح
ضرورة ملحة يوما بعد يوم لان دائرة الفساد باتت تحصد أبناء الأمة واحد
تلو الأخر دون أي رحمة. مستفيدة من ابسط ظرف سيء يمر به احدهم من
الحالة المادية إلى الوضع ألامني السيئ الذي تمر به بعض من مناطق
العراق والتي يسكنها أبناء امتنا ليكونوا كالواقفين بين المطرقة
والسندان فإما أن يحتملوا الأوضاع المعيشية السيئة والحالة الأمنية
الغير مستقرة أو أن يسيروا مع السائرين نحو بناء أمجادهم على حساب
حقوقنا القومية والذين يعتبرون حقوقنا القومية تلك من أمورهم الثانوية
مهما سرنا معهم ومهما فعلنا لهم فهم وحقوقهم أولا وثانيا وثالثا
و........... أما نحن وحقوقنا آخرا مع شرط مهم وهو أن لا نكون نحن كما
يجب أن نكون بل كما يرد هم أن نكون
كنت
واحد من القريبين من اسحق منذ أن كان قسا لكنيسة القديسة شموني في
تلكيف وكنت من القلائل المطلعين على أموره الشخصية (أي علاقات الحب
والغرام والجنس ) وكان من المفروض أن أتكلم وقتها عن كل ما يرتكبه من
مساوئ بحق الله وإيمان الكنيسة لكن محبة واحترام عائلته لي كان يدعوني
إلى عدم القيام بأي خطوة لفضحه فاقتصر حديثي عنه مع بعض من اقرب
المقربين منه علهم يفعلوا شيء لكن من دون جدوى
والسبب الثاني الذي جعلني اسكت عن الكثير من أخطاءه هو انه كان يقتصر
بأخطائه على الأمور المتعلقة بالجنس والحب والغرام وهذا ما كان يفعله
في الخفاء ومن دون علم احد سوى القلة القليلة لأنه كان يحرص على
الظهور بصورة التقي المؤمن المدافع عن الكنيسة وإيمانها وكان لسانه
المعسول هو سلاحه الوحيد الذي غطى عليه وأظهره بمظهر القديس أي انه كان
لا (يصدر) أخطائه للمقابل فقط كانت أخطائه مقتصرة عليه وعلى فرائسه
بعد
الظاهرة السركيسية التي أصبحت تصيب رجال الدين وبعض من مثقفي امتنا ظهر
اسحق كواحد من اشد المدافعين عن الهوس السركيسي وكان هو واحد من أكثر
المستفيدين منه ماديا ومعنويا حيث أصبح رسوله وشبكة الصيد الأكثر
فاعلية للاصطياد في الماء العكر مع علمه الكامل بان سركيس ليس ذلك
الأشوري الشريف الذي يحاول هو ومن معه ممن هم اكبر منه أو اصغر منه أن
يظهروه لنا وهو أيضا يعلم علم اليقين إن قطاف سركيس هو لمصلحة سلة
الغريب أولا وأخرا مع ذلك ارتضى بان يكون مجرد أداة في يد ولي نعمته
سركيس مما دعاه ليلعب دوره بالصورة الصحيحة فأصبح من كان يمارس
الفحشاء خلف الأبواب المغلقة هو نفسه (يصدر) أخطائه للجميع ويقنعهم بان
يحذوا حذوه ويلبسوا لباس غيرهم ويتكلموا لمصلحة غيرهم وكي يكونوا وفي
النهاية مجرد رقما لصالح صناع سركيس
قبل
كل هذه الفضائح جلست معه وتحدثنا مطولا عن الظاهرة السركيسية فبدا من
اشد المدافعين عنه تحدثت معه عن أمور بالغة السوء تصيب كنائسنا بسبب
الأموال السركيسية وقد أعطيت له الفساد الحاصل في كنيسة القديسة شموني
في تلكيف كمثل لمدى السوء الذي ممكن أن تصل إليه كنيسة . وأعطيت القس
يوسف راعي كنيسة تلكيف مثل لمدى السوء الذي من الممكن أن يصل إليه رجل
دين ولكنه لم يفعل أي شيء سوى انه قام ببعض الاتصالات مع سركيس نفسه
ووعد بأنه سيغير الوضع في تلكيف لكن لم يظهر أي شيء على ارض الواقع
وهذا ما يعني انه إما هو كذب علي بشان اتصالاته وجديته على حل الأمر أو
إن من اتصل بهم لم يعيروه أي اهتمام وضحكوا على عقله وبقي حال كنيستنا
وكقساوستنا كما هو حال أغلبية رجال الدين المتسركسين وكيف تحولوا من
رجال الدين إلى مجرد مقاولين يتعاملون بالدولار وكيف إنهم يؤدون دورهم
بالصورة المطلوبة منهم حيث عاثوا في الرعية فسادا فانقسمت إلى عدة
أقسام بين معارض.. ومستفيد.. ومحايد . وبسبب هذه الأمور طلبت منه أن
يطل احدهم على الرعية ويتحدث عن هذه الأموال ولماذا أتت؟ ومن أين جاءت
؟ وكيف توزع ؟ ولمن تعطى ؟ ولعل جوابه لطلبي كان هو نفس الجواب الذي
يفسر سبب وجود هذه الأموال حيث قال لي وبكل برود وثقة (
إننا لا نستطيع أن نخبر
الناس بكل شيء
) وهنا أيقنت انه قد تعدى خط الرجعة وانه يدرك تماما ما هي نتيجة
أعماله ولمصلحة من يقوم بهذه الأعمال . تمالكت نفسي وسألته وماذا عن
الكم الكبير من أبناء الرعية الذين بدئوا بترك الكنيسة لأنها بدأت
تتحول إلى منبع للشر والفرقة والانشقاق فجاء جوابه لي ليكمل الصورة
البشعة التي رسمتها له ... حيث قال (
وماذا يعني ليذهبوا
ويصبحوا إنجيليين أو ليصبحوا كلدان
) هنا اكتملت الصورة وأدركت تماما انه لا يحمل بداخله أي شعور إيماني
وان توجهاته أصبحت مادية أكثر من ذي قبل بكثير وهو بالطبع لم ينطق بهذا
الكلام لإيمانه بالوحدة بين الكنائس( فهو لو قصد هذا لكنت أنا أول من
ينحني ويقبـل يده ) بل قاله بسبب قلة اهتمامه بأبناء رعيته وكيف انه
يستهتر بمصيرهم كأنه بكلامه هذا كان يقول ( من يرضى بهذا الوضع وهذه
الأموال فهو منا ومعنا أما من ينكرها فليخرج خارج كنائسنا )
ألان وبعد قرابة العام على هذه الحادثة أصبحت واثق ومتأكد باني فعلت
الصواب حيث كان في كل يوم يمر بل كل دقيقة أو ثانية هناك دليل على صحة
كلامي وها هي كنائسنا والتي كانت بالأمس القريب بسيطة و ممتلئة بمحبة
الناس المؤمنين بها و بأنها واقفة بمحبتهم وثابتة بارتباطهم ببعضهم
أما اليوم فقد رفعت جدرانها وألبست بأفخر الحجارة وأزهى الألوان لكنها
باتت خالية خاوية من محبة الناس ومزعزعة بتفرقهم . ها هم كهنتنا
الأفاضل قد تحول انتمائهم الوحيد للكنيسة إلى انتماء أخر خارجها ولا
يمت هذا الانتماء الجديد للإيمان بصلة بل هو هناك حيث السلطة والقوة
والمال وما الكنيسة لهم الآن إلا نافذة يطلوا من خلالها على الرعية
وليظهروا مركز قوتهم وسلطتهم وليسيسوها ويجعلوها منبرهم العاجي
للدعاية عن انتمائهم الجديد
لست
هنا بصدد تبرير أخطائي.... و أما ذنوبي فهي ليست بأقل من الذي فعلوه
ويفعلوه كل يوم وجريمتي تكمن في السكوت حيث سكت منذ البداية ولم أتحدث
و من يدري لو تحدثت في حينها لعلنا تجنبنا كل هذا السوء لكني سكت. لقد
سكت اسحق نفسه عن الأمور السيئة التي يقوم بها القس يوسف في كنيستنا في تلكيف وأوصلنا هذا لما نحن فيه ألان .
وبدوره سكت مار دنخا عن كل فضائح
الأسقف اسحق وغيره من الأساقفة والكهنة . كما وسكت أيضا الكثير من
كهنتنا عن أخطاء اسحق والذي كان من الممكن أن يوقفوه عند حده . والآن
يسكت الكثير من كهنتنا عن الكثير من أبناء الرعية المسيئين للكنيسة .
فقد أصبح السكوت من ابرز شيمنا لعلمنا إننا كالسلسة مرتبطين ببعضنا
البعض فيجب على الكبير أن يحمي الصغير لأنه بسقوط الصغير هناك إدانة
للكبير الذي تغاضى عن كل تصرفاته وهناك زعزعة لسلطته ومركزه وكرسيه
ويأتي الكرسي هنا على رأس قائمة أولوياتهم هذا إن لم يكن الكرسي هو
الوحيد الموجود في قائمتهم.
قبل
قرابة العام من الآن وفي بداية كلامي مع الأسقف اسحق نوهت عليه
بملاحظة بسيطة وهي أن لا يسمح لأي جهة أن تسييسه مهما كان انتمائها
وهذا يعني أن لا يكون مجرد أداة للدعاية عن أي جهة سياسية وان لا تسيره
كيفما تشتهي مصالحها بغض النضر فيما إذا كانت تلك الجهة من أبناء الأمة
أو من الغريب و لكن من خلال ما رأيناه منه في قناة عشتار الدعائية اثبت
لنا بأنه ليس مجرد أداة للدعاية وحسب بل هو أقوة بوق صارخ كرس منصبه
وجل اهتمامه للدعاية عن الغريب والذي ينتظر اليوم الذي سيحصد فيه
بيساره ما أعطاه بيمينه