من
التي سحرت مار اسحق وجعلته يقع في غرامها ويتوسلها ان ترضى عنه؟
قد
تكون هذه الحادثة غير تقليدية الا اننا نسمع بين الحين والاخر عن بعض
الحوادث المماثلة لهذه الحادثة والتي تحدث بين عامة الناس فقد نسمع ان
فلان من الناس ذهب عند احد صانعي العمل او السحر لعمل سحر لفلانة من
الناس كي تتزوج به او ان فلانة عملت عمل لفلان كي لا يرى غيرها من
البشر ويترك كل ما يملك من جاه وعظمة كي يرتمي تحت قدميها ونحن دائما
نقف امام هذه المواضيع بين رافض ولاعن للسحر وبين مؤيد ومؤمن به وانا
نفسي كنت واحد من الذين يعتبرون ان السحر هو ضرب من الخيال وكنت اعتبره
انه مجرد كذبة كبيرة يحاول صانعيه التلاعب بمشاعر الناس والاستفادة
منهم قدر المستطاع وكانت تلك نظرتي الى اليوم الذي اكتشفت فيه ان رفضي
للسحر هذا لا يعني انه غير موجود واعتباري له بانه كفر وحرام لا يعني
مطلقا انه ليس هناك من يمارسه ويستفيد منه بغض النظر فيما اذا كان قد
استخدم للخير ام للشر فهناك من البشر الذي لا يستطيع تسيير اموره الا
اذا كان يحمل معه عمل من تلك الاعمال وهي تكون باشكال عدة منها ما يكون
صلاة غير مفهومة او شعر لشخص ما او قطعة لحم . بعد هذه الحادثة
ايقنت ان العالم لم يكن كما كنا نتصور فمن الممكن ان تاتي هذه الاعمال
من اناس اخيار او من اناس اشرار كل حسب ضميره واخلاقه ومفهومه للامور
في
هذه الحادثة لا ارمي باللوم كله على (اسحق ) في حبه لتلك الفتاة
وتعلقه بها والتي عملت له واحد من تلك الاعمال السحرية (خرشا) واعتبر
تلك الفتاة انها الوحيدة التي لعبت بلحية اسحق في ذلك الوقت الذي كان
قسا في تلكيف فقد لعبت بمشاعره كيفما ارادت واشتهت. فقد جعلته يجري
ورائها ويدللها ويتمسك بها وكانه طفل يتمسك بلعبته المدللة فجعلته
ياتمر بامرها ولا يطيق على فراقها حتى انه اعترف بلسانه مرة انه توسلها
ان لا تقطع زيارتها للكنيسة وان تاتي كي يتمكن من رؤيتها حتى انه لم
يكن مدركا لما كان يقوله وهذ دليل واضح على انه كان واقع تحت تأثير
سحرها .
قد
يتسائل البعض كيف لهذه الحادثة ان تثبت بانه كان مسحورا بها او انها قد
عملت له واحد من تلك الاعمال السحرية ؟ والجواب هو ان الاقدار لعبت
لعبتها في هذا الامر فجعلتني ان اكون الشاهد على ذلك العمل فقد رايته
بام عيني ولمسته بيدي لمس اليقين لانه كان قد وقع منها في الكنيسة
والتقطه لارى ما هو هذا الشيء الملفوف في قطعة قماش سوداء فبعد ان اصبح
في يدي كأن الف صوت نادى لي بفتحها وفعلا فتحتها لارى اسمها واسم
والدتها مكتوب على تلك الورقة الطويلة ومعها بعض الكلمات الغير مفهومة
والرموز الملونة فذهبت بها الى تلك الفتاة كي اعطيها اياه وعندما
راتها على تلك الحال وهي مفتوحة غضبت وثارت فقالت لي لم يكن لك الحق في
فتحها فقلت لها هذا صحيح لكنه كان لا بد لي من فتحها كي اعلم لمن تعود
فاخذتها مني وهي لا تخفي قلقها وخوفها وامتعاضها
سبق
واخبرت ان في هذه الحادثة لا لوم على اسحق (القس خاميس ) وانه كان
يتصرف حسب السحر الملقى عليه لكنه يتحمل اللوم بعد اخباري له بما رايت
وما دار بيننا من حديث فاجاب بانه لا يمكن ان يقع تحت هذا النوع من
الاعمال السحرية لانه رجل دين وهو يحمل رسامة مقدسة فان كان ما يقوله
صحيح اذا كل ما كان يعمله مع تلك الفتاة كان بمحض ارادته وهذا يعني ان
جريه خلفها وتمنيه الوصول اليها كان متعمدا هذا ان لم يكن قد وصل
اليها فعلا فهي كانت تزوره باستمرار وكانوا يجلسون مع بعضهم منفردين في
الادارة لساعات طويلة ولا نعلم ما الذي كان يحدث معهم وبالاخص مع كل
ذلك الشوق واللهفة الذي لم يخباه مطلقا.
اما
اذا كان واقع تحت تأثير سحرها فهذا دليل على انه لا يحمل روح الايمان
الحقيقي بداخله والذي كان سيحميه من هكذا اعمال واثبت ان ايمانه هو
مجرد سلم للوصول الى تلك المناصب التي كان يحلم بها وما تلك الاعمال
التي يقوم بها هذه الايام الا دليل على انه ليس رجل دين وايمان بل هو
رجل تجارة ومقاولات وللاسف فان مركزه في الكنيسة جعل منه تاجرا في نفوس
البشر وضمائرهم ايضا وهو يتخذ من الايمان وسيلة للوصول الى المناصب
التي يريدها ولا يهمه مطلقا ما ستؤول اليه الكنيسة او الرعية او الامة
فقد استغل منصبه ليمشي مع اصحاب الاموال كي يضمن لنفسه ما هو فيه وهو
لا يعلم (او قد يكون يعلم جيدا ) انه مجرد ورقة رابحة لمن يدعموه
ويرفعوه فهم يوضفوه خير توضيف للوصول الى كل افراد الرعية لتحقيق
مأربهم السياسية فهو يمشي بالطريق الذي ترسمه له تلك القوى السياسية
ويكرز بما يملى عليه من قبلهم وبما يخدم مصلحتهم اولا واخيرا .
بالامس سحرته احدى الفتياة بسحر قد كان الهدف منه ان يتزوج بها او
لمجرد التسلية وقد ذهبت اليوم الى حال سبيلها اما اليوم فهو واقع
تحت تأثير ذلك السحر الاخضر الذي يعمي بصيرته هو ومن معه والذي يبدو
انه سيطيح باعظم شارب واقوى امة واعظم شعب وهو السحر الذي لا يقف امامه
ايمان كأيمان اسحق والراقصين امام اسحق وجميع من لف لفهم .