كان من المفروض ان اتمم اعلام سلسلة المعارف الذين لهم صلة ب (اسحق)
والذي كان من المفروض ان يكون لهم تاثيرا فعالا على سلوكه وتصرفاته
وكان اول حلقات تلك السلسة هو اسحق نفسه لاني واجهته بكل المور قبل
ان ابدا باخبار أي شخص اخر وتلاه اخوته مرورا ب(البطريرك مار دنخا
الرابع ) وبعدها كان لابد ان اعلم رجال الدين العاملين تحت امرته
مع علمي انهم سيكونون الحلقة الاضعف في الموضوع كله لانه لا حول
لهم ولا قوة وكل واحد منهم يخشى على مصدر رزقه لكن تأملت ان يكون
لهم تدخل ولو بسيط كي يجنبوا الجميع ما الت اليه الامور الان
فكما ذكرت سابقا وبعد ان ارسلت لقداسة البطريرك ولم يرد على رسائلي
اتجهت الى كهنة دهوك ولن اذكر هنا الاسماء ليس خوفا منهم بل خوفا
عليهم لان من يتبعوه يملك السلطة في وقف الاموال التي ياخذوها من
شاري النفوس وبالتالي ستتظرر عوائلهم وستتدهور حالتهم الاقتصادية
ولكن كان من المفروض ان اخبرهم بكل شيء باعتبارهم يعملون تحت امرته
ولهم الحق في معرفة من هو رئيسهم وكي يكون لهم علم اضافي عن بعض من
تصرفاته
لقد اعلمت كهنة دهوك عن طريق ارسال لهم رسائل تتظمن الفضيحة التي
نشرت بعدها بفترة قليلة والتقيت ببعض رجال الدين في بيوتهم وقد
ابدوا استعدادا كبيرا في المساعدة لانهاء هذا الموضوع ولم يخفوا
مدى قلقهم على الكنيسة من تصرفات اسحق وبالفعل كان فيهم من وعدني
بانه سيضع الموضوع على طاولة مار دنخا شخصيا ومنهم من قال بان له
بعض الصلات الوثيقة بمن مع البطريرك وهم بدورهم سيوصلون الموضوع
لقداسته وعندما سالت احدهم عن راي رجال الدين في دهوك من هذا
الموضوع اكد لي ان اغلبيتهم من المؤيدين وينتظرون عقابه وقال لي
الاخر اننا معك(
قلبا وقالبا
) لكن لا اخفيكم سرا لم اصدق ما قالوه
لاني اعلم جيدا من هم رجال الدين في هذا الوقت واعلم جيدا ماذا
تعني وعودهم وادرك تماما بانهم الحلقة الاضعف في الموضوع
فالذي قال لي بانه سيوصلني عن طريق قريب له الى البطريرك لم يفعل
قريبه أي شيءلانه في ساعة الجد خاف مثل بقية الخائفين وطلبت من احد
القساوسة ان ياخذ ولو رسالة صغيرة الى البطريرك وذلك بعد ان منعوني
من الدخول اليه قال انه لا يستطيع مع العلم انه كان من اكثر
المؤيدين والمتحمسين لمعاقبته فهرب هو الاخر وتملص طبعا فهو رجل
دين كباقي رجال الدين ومصداقيتهم باتت واضحة للجميع هذا من ناحية
اما من ناحية اخرى فهم يعلمون مع أي شيطان يتلاعبون لانهم كانوا في خيار مصيري اما ان يغضبوا الشيطان الذي له السلطة في قطع
اموالهم وارزاقهم واما ان يسيروا معه فيحافظوا على كل شيء (الا
صحوة
ضميرهم) وفعلا اختاروا وفي
اختيارهم هذا القيم والمبادىء والاخلاق والايمان والكنيسة تعتبر فاشلة لان السلطة شيء رائع وجميل
والمال يستطيع ان يشتري أي شيء فاغضاب الله اصبح اهون بكثير من
اغضاب واهب الاموال ومن يتبعه والاسائة الى الضمير هو امر سهل امام
الاسائة الى الاخطبوط الكبير واذرعه النتنة
اتذكر جيدا عنما خرجت من بيت احد رجال الدين بعد ان زرته في بيته
وكان معي احد من اقاربي فسالني كيف كان اللقاء مع رجل الدين ذلك فاخبرته (انهم جميعا يتمنون الاطاحة باسحاق وجاء جوني كي يحقق ذلك
الشيء لهم ) طبعا شرط ان لا يظهروا هم في الصورة وان لا يعلم احد
بتعاملهم معي لانهم يعون جيدا ما سيترتب عليهم من عواقب وخيمة في
حال فشل هذا الموضوع وفضحت اسمائهم
وهنا تكمن الكارثة الحقيقية وهي ان يرواالخطأ بعيونهم ويشخصوه
ويضعون اصبعهم عليه لكنهم يختاروا ان لا يحركوا ساكنين لتصحيحه ...
يختاروا ان لا يتدخلوا خوفا على مناصبهم وعلى كراسيهم واموالهم
والمشكلة الاعظم والاقسى والاكثر مرارة ليست في من سيخطيء ومتى
سيخطيء وكيف سيخطيء بل المشكلة الحقيقية تكمن فيما
(اذا اخطأ احد
من رجال الدين فهل هناك من مسؤل عادل ليحاسبه ؟)
لقد اثبتت لي هذه التجربة انه هناك امور اكبر بكثير من الحقيقة
وهناك اشياء تتجاوز الايمان والضمير والاخلاق الحميدة فهناك من
يشتري الضمائر ومن يغير الايمان ومن يتحكم بمصير الافراد وحتى مصير
الشعوب فبوجود اله العصر وصانعيه وتابعيه باتت الكنيسة والامة غير
محميان نهائيا من الايدي العابثة والتي اصبحت تتلاعب بابناء امتنا
وكنيستنا من ضعفاء النفوس وكانهم دمى خشبية.اصبحت الكنيسة عرضة لكل انواع الاخطاء واسوئها واكثرها بشاعة لانها سقطت بايدي من يمنح
الحماية للمخطئين شرط ان لا يسيؤا الى واهب الاموال حتى ان كان في
ولائهم له اسائة للله والكنيسة والامة والمجتمع فكل هذه الامور
باتت غير مهمة انه من فتح لهم باب الفرص الذهبية كي يصولوا
ويجولوا دون محاسبة اوعقاب وبالاخص في حالة غياب الضمير التي
نعيشها الان
لقد وعد بحمايتهم طالما هم يأدون دورهم المطلوب منهم على اكمل وجه
فقد اصبحوا في يده مثل شبكة الصيد والتي كان اول خيوطها (اسحق
وتلاه مار دنخا وبعدهم ياتي الاصغر والاصغر منهم )فهم الان الشبكة
التي يصطاد بهم فرائسه من ابناء الامة ليحولهم الى الجهة التي يريد
تحت مسميات جميلة مثل الوحدة والحكم الذاتي والتسمية الموحدة والتي
بات يروج لها الان صانعي اله العصر بعد ان حاولوا انكارها علينا في
الماضي القريب. لانه يريد ان يجعلنا اتباعا لسكان (ارضنا) الجدد و
بنيته ان ندخل الغريب بيتنا ونحن نرقص ونصفق عندما يهبنا جزءا صغير
من الكثير الذي هو اصلا لنا
هذه هي الحقيقة التي يجب على الجميع ان يفهمها ويجب ان يعلم بها كل
انسان باحث عن الحقيقة وهذا ما اثبتته التجربة التي حصلت معي
وستحصل مع غيري الكثيرين لان هذه ليست الا مجرد بداية لعصر
جديد...عصر يحكم فيه المال على الضمير...عصر تحكم فيه السلطة على
الايمان اننا نعيش عصر تتهاوى فيه القيم والمبادىء والاخلاق اننا
نعيش عصر يستبدل فيه( الله الحق)
باله من ورق